وهكذا كانت فكرة قدامى الإيرانيين عن الدين وهم قدامى المجوس الذين اتبعوا المجوسية، وجعلوها دينا لهم وهم الذين كانوا قبل زرادشت، والمعلومات عن هذه الفترة تعتمد على الظن في أغلبها لعدم تدوينها وحفظها بطريقة ما، وجاء زرادشت وظهرت الكتب المقدسة مفصلة جوانب دين عرف بدين الفرس أو بالزرادشتية، نسبة لهذا الحكيم الذي له الفضل الأكبر في نشره بين الإيرانيين، يقول "جيمس هنري برستد": "الزرادشتية من أنبل الديانات التي ظهرت في العالم القديم حيث دعت كل إنسان، وأهابت به أن يختار أحد الطريقين إما أن يملأ قلبه بالخير والنور أو ينغمس في الشر والظلمة؛ ليلاقي جزاءه ويحاسب على ما آتاه". فما أركان هذه الديانة إذا؟ تتحدث الفستا وشروحها عن جوانب الدين الفارسي كما دعا إليه زرادشت بالتفصيل، وتحدد أهم معالمه وهي كما يلي:
١ - الإيمان بالإله الواحد:
تدعو الزرادشتية إلى الإيمان بإله واحد قديم أزلي مجرد من الشهوات لم يولد ولن يموت، وأقوى الناس يشعرون بضعفهم أمامه ولا يقدر على إدراك حقيقته عقل بشري، ومن أجل أن يتمكن الناس من تصور هذه القوة الغيبية فقد رمز لهذا الإله برمزين ماديين مشاهدين هما الشمس والنار، فالشمس في السماء تمثل روح الإله في صورة يستطيع الإنسان إدراكها لما امتازت به من صفات؛ كالإشراق وبعث الدفء والسمو عن نزعات الشر ومجاله، والنار في الأرض