هي العنصر الذي يمثل للناس قوة الله العليا فهي قوة مطهرة نقية نافعة. ويسمى هذا الإله أهورا مزدا ومعنى هذا الاسم أنا الله الخالق.
ومما يدل على هذه العقيدة من نصوصهم قول زرادشت:"إلى أي أرض أفر إلى أي اتجاه يكون المهرب إلى النبلاء والسادة وهم يقاطعونني، أم إلى الناس وهم غير راضين عني أم إلى حكام الأرض الخونة، كيف أبلغ رضاك يا أهورا مزدا أجأر إليك لتكون لي عونا يعطيه صديق لصديقه، وعلمني بالحق كيف أحظى بالفكر الخير". وهذا النص يشير فيه زرادشت إلى ربه القادر حيث يتوجه إليه بالشكوى ويطلب منه العون، وقد أورد الشهرستاني مساءلات جرت بين زرادشت وبين الإله أهورا مزدا، تبين أن دين الفرس قائم على أن الله واحد. قال زرادشت:"ما الشيء الذي كان ويكون وهو الآن موجود؟ قال الإله: أنا والدين والكلام أما الدين فعامل أهورا مزاد، وأما الكلام فكلام". وصارت بقية الأسئلة والأجوبة حول حكمة خلق الكون وعن أصل الخلق وعن الرسالات السابقة وعن ملائكة الوحي.
ويبدو أن المراد بالفكر الخير في كلام زرادشت يعني أحد هؤلاء الملائكة العظام، وتبدو وحدانية الله عند الزرادشتيين من العهد الذي يجب أن يأخذه الزرادشتي على نفسه وفيه يقول:"لن أقدم على سلب أو نهب أو تخريب أو تدمير ولن آخذ بالثأر وأقر أني أعبد الإله الواحد أهورا مزدا، وأني أعتنق دين زرادشت وأقر أني سألتزم التفكير في الخير والكلام الطيب والعمل الصالح، ومن المسلم أن الله الواحد الخالق قد أوجد عديدا من القوى المخلوقة وفق حكمة معينة، ومنها قوة الخير وقوة الشر". وإليهما ترمز الزرادشتية بالنور والظلمة النور رمز الخير ويطلقون عليه اسم شترا والظلمة رمز الشر ويطلقون عليه اسم أهرمان.