الاستشهاد بالقصة: لا يخفى أن اشتمال الخطبة على ضرب المثل، وحكاية القصة من الواقع الاجتماعي للمخاطبين، له أثر كبير في شد انتباههم، وتحريك عاطفتهم، ولكن لا يتأتى للخطيب هذا الصيد المؤثر إلا بصلته بالمجتمع والناس بفئاتهم المختلفة، ولا يكفي أن يجلس في بيته، وينزوي في مسجده ينتظر أن يأتوه بأسئلتهم وقضاياهم الاجتماعية المتعددة، وبقدر صلة الخطيب الاجتماعية، وعلاقاته المتنوعة يحصل لديه العديد من الحوادث الواقعية، والقصص التي تصلح أن يضمنها بعض خطبه لما فيها من الفوائد، والعبر، وعوامل التأثير على الناس، فإن هذه القصص والحوادث تتميز بما يلي:
١ - أنها من واقع الناس، فليست خيالية، ولا هي من نسج الأوهام والخرافات، وبالتالي فإن ما فيه عبرة وعظة من هذه القصص الوقائع، يصلح للاقتداء والتطبيق، فلا تصف في جملة المثاليات التي يصعب تحقيقها، فإن بعض الناس إذا دعي إلى بعض القيم، والأخلاق الإسلامية، تذرع بأنها مثاليات لا تتحقق في الواقع، أو أنه لا يمكن فعلها في عصرنا، فذكر الخطيب لشيء من هذه القصص والأحداث والوقائع يزيل التصور الخاطئ في المجال العملي التطبيقي.
٢ - أن ذكر مثل هذه القصص الوقائع، وتلمس الحلول للمشكلات يوجد حركة اجتماعيه، ومحاورات، وربما ألفت لجان لمتابعة هذه المشكلات ومعالجتها، إذ يتكون لدى الكثير من المصلحين الحماس لمناقشة هذه القضايا بعد أن كانوا يتهيبون ذلك.
٣ - إيجاد قدر كبير من الغيرة، والتفاعل، والمشاعر الجماعية، والشجاعة الأدبية، عند كثير من الناس، مما يوقظ المشاعر، والتفكير الجماعي.
فإن من الظواهر المرضية السقيمة التي تفشت في كثير من المجتمعات أن