للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لله تعالى استحقاقا وأنه يستعين به جل وعلا في شأنه ويستغفره لذنبه وتقصيره، ويستعيذ به سبحانه من شر نفسه، فهو لا يزكيها في هذا المقام، بل يحذرها ويستعين بالله تعالى عليها، ويحتمي به من غدراتها ووساوسها، وما تزينه له.

ومن قبح الرياء أن علاماته تلوح على صاحبه، فتنفر الناس منه، وتفقدهم الثقة فيه، وقل ما أخفي فساد السريرة ولم تفضحه لوائح الظاهر والعلانية.

قال عثمان رضي الله عنه: ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله عز وجل على صفحات وجهه، وفلتات لسانه (١) .

وقال ابن عقيل: للإيمان روائح ولوائح لا تخفى على اطلاع كلف بالتلمح متفرس، وقل أن يضمر مضمر شيئا إلا ظهر مع الزمان على فلتات لسانه، وصفحات وجهه. اهـ (٢) .

قال زهير:

ومهما يكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم

فويل للكاتم من الفاضح (٣) .

فصلاح القلب مستلزم لصلاح سائر الجسد، وفساده مستلزم لفساده، فإذا رئي ظاهر الجسد فاسدا غير صالح علم أن القلب ليس بصالح بل فاسد، ويمتنع فساد الظاهر مع صلاح الباطن (٤) ومن هنا فإنه يحسن بالخطيب قبل أن يصعد المنبر أن يتذكر الأمور التالية:

١ - فضل الله تعالى عليه ونعمته، وعظيم إحسانه إليه، وأنه لولا الله تعالى ما وقف هذا الموقف.

٢ - الأجر الجزيل، والثواب الجميل على الإخلاص، وصدق النية لله تعالى.

٣ - الوعيد الشديد للمرائين، ومن سمع سمع الله به، ومن راءى راءى الله به.


(١) انظر: الآداب الشرعية (/ ١١٣٦) .
(٢) انظر: الآداب الشرعية (/ ١١٣٦) .
(٣) انظر: الآداب الشرعية (/ ١١٣٦) .
(٤) انظر: الآداب الشرعية (/ ١١٣٦) .

<<  <   >  >>