{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَق}(فصلت: ٥٣). إن لله كتابين بهما يهدي خلقه إليه؛ الكتاب الأول: هو الكتاب المسطور وهو القرآن، والكتاب الثاني: هو الكتاب المنظور وهو الكون العظيم، فلا تعارض بين الكتابين بل كل منهما يفسر الآخر.
أما قوله: إن العلوم الكونية خاضعة للمد والجزر، ولا تثبت على حال فما ثبت بالأمس ينقض اليوم، وما كان باطلا بالأمس يصير حقًا اليوم ويترتب على ذلك إن فسرنا القرآن بهذه العلوم المتقلبة تعريض القرآن لتلك التقلبات، والاضطرابات".
هذه دعوى المعارضين للتفسير العلمي لكن للرد على هؤلاء يقول الدكتور محمد أحمد الغمراوي أشهر البارزين في هذا المجال في كتابه (الإسلام في عصر العلم) ٢٦٤ إلى ٢٦٥ يقول: "إن بعض المعترضين على أهل التفسير العلمي لكونيات القرآن يتهمونهم بأنهم يبنون تفسيراتهم على نظريات علمية لم تثبت. وهذا إذا صدق على بعضهم فليس يصدق على جميعه وأغلبهم لا يفسرون النص القرآني وهو الحق إلا بالحقيقة الثابتة في العلم، مدركين أن الدقة والاحتياط لازمان في كل بحث، وأنهما في البحوث القرآنية ألزم منهما حتى في العلوم التجريبية؛ لأن أهل هذه العلوم بعضهم رقيبٌ على بعض، وهي رقابة تكاد تكون معدومة بين الباحثين في القرآن والحديث.
ثم إن أهل العلوم التجريبية عندهم الحكم بينهم الذي لا يخطئُ عند الاختلاف ألا وهو التجربة العلمية، والتحاكم إليها". يعني: هذا المؤلف يقول: إننا نفسر القرآن، أو النص القرآني بالحقيقة الثابتة في العلم وملتزمين بالدقة، والاحتياط ما لم يلتزمه الباحثون في القرآن والحديث، هذا خطأ من هذا المؤلف. ومن هذا