للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أكدت آيات الكتاب على الإنصاف وعدم غمط ذوي الحقوق حقوقهم، فقال تعالى عن أهل الكتاب بعد أن حكى ظلمهم وكفرهم وتكذيبهم لأنبيائهم ومخالفاتهم العديدة منصفا أهل الاستقامة منهم بالثناء عليهم: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} [آل عمران: ٧٥] (١) {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: ١٩٩] (٢) وقال جل ذكره: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [هود: ٨٥] (٣) فلا يجوز لأحد من المسلمين أن يغمط من يخالفه حقه، ولا أن يعامله بغير العدل.

[رابعا تحريم الظلم]

رابعا: تحريم الظلم لأنه عدوان وبغي على حقوق الآخرين، فيدفعهم ذلك إلى الانتقام إن قدروا عليه، وهنا تشيع الفوضى والاحتراب، وقد يطول السجال بين المظلوم ومن ظلمه، فيقع الضرر عليهما، وقد يدخل في هذه الدائرة من لا ناقة له فيها ولا جمل، وإن لم يستطع المظلومون الانتقام ظلت قلوبهم تغلي بالحقد والكراهية على الظالمين، فلا يلقى المجتمع رشدا ولا يشيع الوئام بين الناس، وتحرم هذه الفئات من ثمرات التعاون البناء، والتواصل المثمر.


(١) سورة آل عمران، الآية: ٧٥.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٩٩.
(٣) سورة هود، الآية: ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>