للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عناية فائقة تنم عن مصدر هذا الدين، وأنه الهداية الإلهية لهذه البشرية بكل ما فيها من خير ورحمة، ويسر وسماحة.

[من مظاهر سماحة الإسلام]

[أولا تكريم بني آدم]

ويمكن أن نذكر هنا أهم الركائز التي توضح بجلاء سماحة هذا الدين مع كل أحد حتى المخالفين:

أولا: تكريم بني آدم يدل لذلك قوله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: ٧٠] (١) قال المفسرون في بيان معنى التكريم في الآية: كرمهم بالعقل والنطق وتسخير الأشياء، وتناول الطعام بالأيدي، وحملهم في البر والبحر على المراكب المختلفة.

ورزقهم من الطيبات، أي من الزروع والثمار واللحوم والألبان والطعوم المشتهاة، والمناظر الحسنة، والألبسة المختلفة الأنواع والألوان، وفضلهم على سائر المخلوقات بسبب النعم المتقدمة (٢) كما أنه بين لهم أن كل ما خلق في ظاهر الأرض أو باطنها، إنما هو لمصلحتهم ومن أجلهم: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: ٢٩] (٣) .


(١) سورة الإسراء، الآية: ٧٠.
(٢) تفسير ابن كثير (٣ / ٥٢) .
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>