(٣) تفاوت الشرائع ليست الشرائع على درجة واحدة، فهناك ما هو ركن، وما هو واجب، وما هو مستحب. . الخ، وكذلك المحظورات ذات درجات.
فالشرائع من شعب الإيمان، والمحظورات من شعب الكفر، ومن أصول أهل السنة أنه يمكن أن يجتمع في الشخص الواحد كفر وإيمان، ويكون الشخص مؤمنا، في حين يسوي أهل الغلو بين شرائع الإسلام، فيكفرون بكل ذنب ولو كان دون الشرك، في حين خالف المرجئة، واكتفوا بمجرد التصديق، وقالوا: لا يضر ذنب مع التصديق. والوسط: هو قول أهل السنة، كما هو معلوم مفصل في موضعه.
ومن مظاهر الوسطية في الإسلام عدم إلزام الناس طريقة واحدة، أو نمطا واحدا من أنماط البر، فهناك الصائم، والقائم، والذاكر، والعالم، والمجاهد، وفاعل المعروف، والمتصدق. الخ، وكلهم يؤدي شيئا من الإسلام، ومجموع أعمالهم تمثل شريعة الإسلام الواسعة الشاملة، وهذا التنوع ليس مسوغا لتنقص، ولا يدل على تمايز عند الله، وللجنة أبواب ثمانية، كل باب لضرب من ضروب البر.
وهذا يفتح بابا واسعا في النظر والدعوة؛ إذ علينا أن نفيد من جميع المسلمين ذكورهم وإناثهم، محسنهم ومقصرهم، كما كان يفعل سلف هذه