فإنه ينهى المجاهدين عن قتل صغار الكفار ونسائهم ورهبانهم، فكيف يستحل هؤلاء من المسلمين ما لا يحل فعله مع الكفار المحاربين.
ونتيجة لهذه الأفعال المشينة، والأخلاق المهينة التي لا يقرها الإسلام ولا يدعو إليها أتباعه فإن هؤلاء الذين يقومون بهذه الفظائع، ويرتكبون أفظع الجرائم باسم الإسلام وتوجيهاته صاروا أضر الخلق على الإسلام وأهله.
[لمحة عن علاج ظاهرة الغلو]
لمحة عن علاج ظاهرة الغلو ١ - الاعتصام بالكتاب والسنة، فهما المصدران النيران اللذان من اعتصم بهما هدي إلى النهج السوي، والطريق القويم كما قال سبحانه:{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[آل عمران: ١٠١]
ولا يتم الهدي إلا بالعمل بهما معا، والأخذ بما جاء فيهما، لأن كل واحد منهما ملتحم بالآخر غير مستغن عنه، فالسنة النبوية مفسرة للقرآن، ومفصلة لما أجمله فيه وقد وكل الله تعالى بيان القرآن إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل: ٤٤] ولذلك لا تحقق النجاة في الدنيا والأخرى إلا لمن تمسك بهما معا، فقد قال صلى الله عليه وسلم «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ