[اليسر ورفع الحرج منطق الإسلام في التعامل مع الواقع]
اليسر ورفع الحرج منطق الإسلام في التعامل مع الواقع اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تكون الحياة الإنسانية على النمط الذي تجلت فيه واقعا عبر القرون المتتابعة وسطا بين الحياة الملائكية المتجردة من جواذب الحياة، والحياة الشيطانية المرتدة إلى أسفل سافلين، فالحياة الإنسانية تتنازعها جواذب متقابلة:
وحركة الحياة البشرية فردية أو حضارية هي استجابة لهذه الغرائز بما تتضمنه من قيم وأعراف وتشريعات وتصرفات.
وقد أنزل الله شريعته للإنسان من أجل أن يضبط حركته في الحياة عبر تنظيم تلك الغرائز - مادية وإنسانية - لا بكبتها والضغط عليها، ولا بإفلاتها، وإنما بفتح المجالس لها لتؤدي دورها وفق ما تحتاجه الطبيعة الإنسانية كي تنال سعادتها في حياتها، ومن ثم فلاحها في ما بعد الحياة، ولأن تحقيق ((المصالح الإنسانية)) هي غاية التشريع الإسلامي، لذلك فإنك لا تجد في الشريعة أمرا إلا وهو رحمة وتيسير وتسهيل، ولا نهيا إلا وهو عن عنت وضنك وحرج وبؤس.