للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب. تحريم الطيبات التي أباحها الله عز وجل على وجه التعبد، فهذا من الغلو كما يتضح ذلك من بعض روايات حديث النفر الثلاثة حيث حرم بعضهم على نفسه أكل اللحم.

ج. ترك الضرورات أو بعضها، وذلك كالأكل والشرب والنوم والنكاح، فتركها يعتبر غلوا، ويتضح ذلك من قصة النفر الثلاثة أيضا (١) .

٣ - أن يكون الغلو متعلقا بالموقف من الآخرين حيث يقف الإنسان من البعض موقف المادح الغالي الذي يوصل ممدوحه إلى درجة العصمة.

ويقف من البعض الآخر موقف الذام الغالي الذي يصم مخالفه بالكفر والمروق من الدين، مع أنه من أهل الإسلام.

فيتضح مما سبق أن:

أ. الغلو في حقيقته حركة في اتجاه القاعدة الشرعية والأوامر الإلهية، ولكنها حركة تتجاوز في مداها الحدود التي حدها الشارع (٢) فهو مبالغة في الالتزام بالدين، وليس خروجا عنه في الأصل، بل هو نابع من الرغبة في الالتزام به.

ب. الغلو ليس دائما فعلا بل يدخل في الترك أيضا، فترك الحلال وتحريمه ضرب من ضروب الغلو، هذا إذا كان على سبيل التدين، والالتزام بالدين.


(١) ينظر كمال أبو المجد، التطرف غير الجريمة ص ٣٦ -٣٧.
(٢) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>