الخلق، وإقبال قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه، ويلبس المرائي اللابس ثوبي الزور من المقت والمهانة والبغضة ما هو اللائق به، فالمخلص له المهابة والمحبة، وللآخر المقت والبغضاء) (١) .
(٢) الصبر وسعة الصدر: وذلك يحتاجه كل مسلم في علاقاته مع الناس كل الناس؛ لكن حاجة المعلم الذي يريد تربية طلابه على الاعتدال، وعلاج الغلو فيهم، حاجته إليه آكد وأشد. وذلك أن تغيير الأفكار أصعب من نحت الأحجار، وهذا واقع ملموس ومشاهد، فعلى من يعالج أي انحراف أن يصبر على المُعَالَج؛ وما قد يصدر عنه من اجتهادات غريبة، وآراء عجيبة؛ ربما يستاء من مجرد سماعها؛ فعليه أن يصبر، ويتمالك نفسه، ويوسع صدره، ثم يفند تلك الآراء والاجتهادات بالحجج الدامغة، والأدلة القاطعة، في هدوء لا انفعال فيه، وسكينة لا حدة معها ولا غضب.
ثم إنه من الممكن أن يمتد لسان ذلك الغالي المنحرف بالسوء - حتى على معلمه وأستاذه -، فعندها يتأكد الصبر، حتى لا يضيع علاجه سدى؛ فينبغي للمعلم أن يصبر ولا يقابل الإساءة بمثلها، لأنه إنما يعمل للعلاج وإزالة الداء، لا للصراع والهجاء.