حمدا لمن خلق الإنسان في أحسن تقويم، وزينه بحلية التكريم وميزه بالعقل، فتأهل لحمل الأمانة، واضطلع بالأعباء التكليفية، لأنها علة خلقه على ظهر الأرض، ليعبد الله وحده ويقوم بأمره، فسبحانه تقدست أسماؤه أنقذ البشرية من دركات الشقاء، وأوحى إلى عبده ما أوحى، أنزل عليه الفرقان فيه تبيان كل شيء، فهو منهج ينتظم شؤون الحياة، وله الحكمة البالغة، وهو أهل الثناء الحسن. وصلاة وسلاما على من حلى التنزيل جيده، بعقد المدح في قوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم: ٤] وتحدث هو عن رسالته فقال: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»(١) فهو الرحمة المهداة، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الأطهار، وصحابته الغر الميامين الأبرار، ومن اقتفى أثرهم بإحسان ما ارتفع إلى السماء أذان، وما لهج بكلمة التوحيد مسلم. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
(١) صحيح الجامع الصغير رقم (٢٣٤٩) ، والصحيحة (٤٠) .