قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل، حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه. إن مشى مشى بعلم وإن قعد قعد بعلم، يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده ولا يجهل، وإن جهل عليه حلم، لا يظلم وإن ظلم عفا، لا يبغي وإن بغي عليه صبر، يكظم غيظه، ليرضي ربه ويغيظ عدوه متواضع في نفسه إذا قيل له الحق قبله، من صغير أو كبير، يطلب الرفعة من الله لا من المخلوقين، ماقت للكبر، خائف على نفسه منه) اهـ.
هذه هي أخلاق أهل القرآن استقوها من كتاب ربهم الفرقان وسنة نبيهم المأمور بالبيان، صاحب الخلق العظيم والسيرة العطرة والشمائل الكريمة والصفات الحميدة صلى الله عليه وسلم قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النحل: ٩٠]
العدل ضد الظلم، والإحسان ضد الإساءة، وإيتاء ذي القربى ضد القطيعة، والمنكر ضد المعروف، والفحشاء ضد العفة، والبغي ضد طاعة ولي الأمر المسلم، وهي تشير إلى حرمة الخروج على ولي الأمر المسلم، فأهل القرآن أصحاب رسالة في الحياة، هي رسالة رسولهم محمد صلى الله عليه وسلم يتأسون به في دعوته فهو أسوتهم وقائدهم كتاب ربهم الذي حفظوه بقوله لهم:{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[فصلت: ٣٤]