ووسطية الإسلام من أبرز السمات التي يلوح فضلها في سائر تشريعاته الحكيمة، فقد كرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنهم وسط في الملل والنحل جعل الله دينهم - الدين الإسلامي وسطا بين الإفراط والتفريط، أو بين الغلو والتقصير، وتظهر وسطية أمة الإسلام فيما يلي:
- في عقيدة المسلمين في أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين - فهم لم يغلوا فيهم غلو النصارى الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم، ولم يجفوا فيهم كما جفت اليهود فكانوا يقتلون الأنبياء بغير حق، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وكلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم كذبوا فريقا وقتلوا فريقا. أما أمة محمد صلى الله عليه وسلم - فآمنوا برسل الله جميعا، وعزروهم ووقروهم، وأحبوهم، ولم يعبدوهم، ولم يتخذوهم أربابا، وآمنوا بجميع الكتب المنزلة على الرسل والأنبياء فكانوا بذلك وسطا.
* والدين الإسلامي وسط أيضا في الموقف من الإنسان فمقام الإنسان الذي كرمه الله وفضله على كثير من خلقه فهم يكرمون الإنسان لكنهم لم يؤلهوه كما صنعت بعض المذاهب والمعتقدات والتصورات ولم يحقروه ويهينوه - فالإسلام وسط بين حقيقة الألوهية وحقيقة العبودية وبين خصائص الألوهية وخصائص العبودية. بينما تقول الكنيسة بألوهية المسيح عليه السلام - على اختلاف المذاهب الكنسية - كما أن المذاهب