للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحذف والاختصار: كوالله أفعلُ ذلك، أي لا أفعل، وأتانا عِنْد مَغيبِ الشمس، والزيادة نحو: {ليس كَمثله شَيءٌ} (١) و {شَهِدَ شَاهِد من بَني إسرائيل عَلَى مِثْلِه} (٢) أي عليه، وتكون الزيادة في الأسماء، والأفعال، والحروف (٣).

ومن سننهم التكرير والإعادة، ارادة الابلاغ بحسب العناية بالأمر، واضافة الفعل الى ما ليس فاعلاً في الحقيقة، وذكر الواحد، والمراد الجمع، كقولهم للجماعة ضيف، وعَدُوّ وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن، وذكر الجمع والمراد الاثنان نحو: امرأة ذات أوراك ومآكِم، ومخاطبة الواحد بلفظ الجمع نحو: {رَبّ ارجِعُون} (٤)

والخبر عن جماعة، وواحد بلفظ الاثنين كقوله: {إنّ السموآت والأرضَ

كَانَتَا رتقاً} (٥)، وتحويل الخطاب من الشاهد الى الغائب (٤٤/ ... ) وبالعكس وهو الالتفات وهذا في القرآن كثير، ومنها أن تنسب الفعل الى اثنين وهو لأحدهما، والى الجماعة، وهو لأحدهم، وإلى أحد اثنين وهو لهما، ومنها أن تأمر الواحد بلفظ أمر الاثنين نحو: افعلا ذلك، ويكون المخاطب واحداً ونحو يا صاحبي وياخليلي، والاتيان بلفظ

الماضي، وهو حاضر أو مستقبل، وبالعكس نحو: {أتَى أَمر الله} (٦) أي يأتي

{وكُنتم خَيرَ أُمَّة} (٧) أي أنتم، ووصف الشيء بما يقع فيه نحو: يَوْمُ عاصِف، وليْلٌ نائم، أو ساهرٌ، والتوهم والإيهام، وذلك كثير في أشعارهم، والفرق بين الضدَّين بحرف أو حركة كيُدْوي من الداء، ويُدَاوي من الدواء، والبسط بالزيادة في عدد حروف الإسم والفعل، ولعل أكثر ذلك لإقامة الوزن كفرقود في فرقد ويرقود في يرقد، والاضمار للأسماء أو للأفعال، أو للحروف والتعويض نحو: {فَضرْبَ الرِّقاب} (٨) وتقديم الكلام، وهو مؤخر في المعنى وبالعكس، والاعتراض بين الكلام، والاشارة الى المعنى نحو: طويلُ النِّجاد، والكفُّ عن الخبر اكتفاء بما يدل عليه الكلام، واعادة الشيء ما ليس له، كقوله: مَرَّ بَيْنَ سَمْع الأرض وبَصَرها، واجراء ما لا يعقل مجرى بني آدم، والمحاذاة كالغدايا والعشايا، والاقتصار على


(١) الشورى / ١١.
(٢) الأحقاف / ١٠.
(٣) ينظر: الصاحبي في فقه اللغة: ١٩٩، ٢٠٤ - ٢٠٦، ينظر: المزهر: ١/ ٣٣٠ - ٣٣١.
(٤) المؤمنون / ٩٩.
(٥) الأنبياء / ٣٠.
(٦) النحل / ١.
(٧) آل عمران / ١١٠.
(٨) محمد / ٥.

<<  <   >  >>