للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجميع ما فيه من الخَلَل منه لا من الخليل، وقال النووي (١) في تحرير التنبيه: كتاب العين المنسوب الى الخليل، إنما هو من جمع الليث عن الخليل (٢).

وأما قدح الناس فيه (١٢٤/ ... ) فقال ابن جني في الخصائص: أما كتاب العين ففيه من التخليط، والخلل، والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر أتباع الخليل فضلاً عنه نفسه (٣)، واختصره أبو بكر محمد بن الحسن بن مذحج الزبيدي بضم الزاي الأندلسي اللغوي المتوفى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة في مختصر لطيف حذف منه الشواهد المختلفة والأبنية المختلة، وسماه استدراك الغلط الواقع في كتاب العين وقال فيه: إنه لم يصح أنه له و لا ثبت عنه وأكبر الظن فيه أن الخليل أثبت أصله ثم مات قبل كماله، فتعاطى اتمامه من لا يقوم في ذلك فكان ذلك سبب الخلل، والدليل على ما ذكره ثعلب اختلاف النسخ واضطراب روايات الكتاب.

وعن أبي علي القالي: لما ورد كتاب العين من بلاد خراسان في زمن أبي حاتم أنكره هو وأصحابه أشد الانكار لأن الخليل لو كان ألفه لحمله أصحابه عنه، وكانوا أولى بذلك من رجل مجهول، ثم لما مضت بعده مدة طويلة ظهر الكتاب في زمان أبي حاتم، وذلك في حدود سنة خمسين ومائتين فلم يلتفت أحد من العلماء اليه، والدليل على كونه لغير الخليل أن جميع ما وقع فيه من معاني النحو إنما هو على مذهب الكوفيين بخلاف مذهب البصريين الذي ذكره سيبويه عن الخليل وسيبويه حامل علم الخليل، وفيه خلط الرباعي، والخماسي من أولهما الى آخرهما فهذبنا جميع ذلك في المختصر، وجعلنا لكل شيء منه باباً مختصراً، وكان الخليل أولى بذلك، انتهى كلام الزبيدي في صدور كتابه الاستدراك على العين (٤).

قال السيوطي: وقد طالعته فرأيت وجه التخطئة غالبة من جهة التصريف، والاشتقاق كذكر حرف مزيد في مادة أصلية، أو مادة ثلاثية في مادة رباعية ونحو ذلك، وبعضه ادعى فيه التصحيف وأما كون الخطأ في لفظة من حيث اللغة بأن يقال هذه اللفظة كذب ولا تعرف فمعاذ الله لم يقع ذلك وحينئذٍ لا قدح فيه فالانكار راجع الى


(١) النووي: محيي الدين يحيى بن شرف (بن مري بن الحسن) الشافعي شرح غريب التنبيه في فروع الشافعية لأبي اسحاق الشيرازي، وسماه التحرير توفي النووي سنة ٦٧٦ هـ، كشف الظنون: ١/ ٤٩٠.
(٢) معجم الأدباء: ١٧/ ٤٣،٤٧،٥١، ١١/ ٧٢، ينظر: بغية الوعاة: ١/ ٢٦٠، ينظر: المزهر:١/ ٧٧ - ٧٩، كشف الظنون: ٢/ ١٤٤٢.
(٣) الخصائص: ٣/ ٢٨٨.
(٤) ينظر: وفيات الأعيان: ٤/ ٣٧٢ - ٣٧٤، المزهر: ١/ ٨٤، كشف الظنون: ٢/ ١٤٤٢.

<<  <   >  >>