للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وَمَا سِوَاهُمَا) يعني: والذي، هذا مبتدأ وهي اسمٌ موصول تقع على ما سوى (الَّذِيْ) والاسم المُخبَر به، وهو باقي الجملة، ويجوز أن تكون (مَا) مفعول به بفعلٍ مضمر يُفسِّره (فَوَسِّطْهُ)، لأنه قال: (فَوَسِّطْهُ) .. (مَا فَوَسِّطْهُ) وسِّط ما، يعني: على أنَّها مفعول به يجوز هذا بل هو أحسن.

(نَحْوُ الَّذِيْ) نحو قولك: (الَّذِيْ ضَرَبْتُهُ زَيْدٌ فَذَا) هذا التركيب السَّابق: (الَّذِيْ ضَرَبْتُهُ زَيْدٌ) ضَرَبْتُ زَيْدَاً كَانَ في الأصل، فقيل لك: أخبر عن زيداً بـ: (الَّذِيْ)، قلت: (الَّذِيْ ضَرَبْتُهُ زَيْدٌ) انظر! قال: (مَا قِيلَ أَخْبِرْ عَنْهُ بِالَّذِيْ خَبَرْ) أخذت زيداً فجعلته خبراً، (عَنِ الَّذِي مُبْتَدَأً) جعلت (الَّذِيْ) مبتدأً.

(وَمَا سِوَاهُمَا) المبتدأ والخبر (فَوَسِّطْهُ) .. (عَائِدُهَا خَلَفُ مُعْطِيْ التَّكْمِلَهْ): (ضَرَبْتُهُ).

قال الشَّارح: " فإذا قيل لك: أخْبِر عن اسمٍ من الأسماء " انظر! قال: عن اسمٍ من الأسماء، هو ليس كل اسمٍ سيأتي شروط، "فإذا قيل لك: أخبر عن اسمٍ من الأسماء بـ: (الَّذِيْ) يعني: بلفظ (الَّذِيْ)، فظاهر هذا السؤال: أخْبِر عنه بـ: (الَّذِيْ) ظاهره أنك تَجعل (الَّذِيْ) خبراً عن ذلك الاسم، لكن الأمر ليس كذلك، بل المجعول خبراً هو ذلك الاسم المسئول عنه، والمخبر عنه إنَّما هو (الَّذِيْ) كأنَّه قال لك: اجعل الذي مبتدأً، وأخبر عنه بالاسم الذي سئلت عنه.

والمخبر عنه إنَّما هو (الَّذِيْ) كما ستعرفه، فقيل: إن الباء في (بِالَّذِيْ) بمعنى: (عن) فكأنَّه قيل: أخبر عن (الَّذِيْ)، لو صرَّحوا به لكان أجوَد، أخْبِر عن الاسم بـ: (الَّذِيْ) يعني: عن (الَّذِيْ) أخْبِر بهذا الاسم عن (الَّذِيْ)، ولذلك يُسمِّيه بعضهم: باب السَّبْكِ، لأنَّه يُسْبَك كلامٌ من كلامٍ آخر.

والمقصود: أنَّه إذا قيل لك ذلك فجيء بـ: (الَّذِيْ) واجعله مبتدأ .. لفظ (الَّذِيْ) اجعله مبتدأ، واجعل ذلك الاسم خبراً عن (الَّذِيْ) وخذ الجملة التي كان فيها ذلك الاسم فوسِّطْها بين (الَّذِيْ) وبين خبره وهو ذلك الاسم، واجعل الجملة صِلَة (الَّذِيْ) لا بُدَّ من هذا، واجعل العائد على (الَّذِيْ) الموصول ضميراً تَجعله عِوضاً عن ذلك الاسم الذي صَيَّرته خبراً.

فإذا قيل لك: أخبر عن (زيد) من قولك: ضربت زيداً، فتقول: الذي ضربته زيد، مثال النَّاظم فـ: (الذي) مبتدأ، و (زيدٌ) خبره، و (ضربته) صلة (الذي) والهاء في (ضربته) خلفٌ عن (زيد) الذي جعلته خبراً، وهي عائدةٌ على (الذي).

وَبِاللَّذَيْنِ وَالَّذِينَ وَالَّتِي ... أَخْبِرْ مُرَاعِيَاً وِفَاقَ الْمُثْبَتِ

القول هو القول، لكن يبقى الضمير الذي يراعى هناك في التذكير والإفراد هنا يكون تأنيثاً، إذا كان (الَّتِي) أو يكون مثنًّى، أو جمعاً.