للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأجاز الكوفيون وجهاً ثالثاً: وهو أن يُضاف الأول إلى الثاني كما في: عبد الله، نحو: ما فعلت خمسةُ عَشْرِك؟ يعني: أعْرَبُوه على الأصل في: عبد الله، ما فعلت خمسة عَشْرِك .. رأيت خمسة عَشْرِك، كأنَّك تقول: جاء عبدُ الله، ورأيت عبد الله، ومررت بعبد الله، فتعربه إعراب المتضايفين: هذه خمسةُ عَشْرِك، إذاً ليس مبنياً.

إذاً: يُضاف المركَّب من أحد عشر إلى تسعة عشر وفيه ثلاثة مذاهب:

- مذهب البصريين: وجوب بقاء الجزئيين على البناء ولو مع الإضافة.

- وجهٌ آخر حكاه سيبويه: وهو بقاء الأول على البناء والثاني يُعرب، وإذا أُعرب حينئذٍ يكون ملازماً للخفض، لأنَّه ملازم لكونه مضافاً إليه وهو مجرور وَالثَّانِيَ اجْرُرْ هذا الأصل فيه.

- وأجاز الكوفيون أن يُعرب مُطلقاً الجزءان، وحينئذٍ يُعرب إعراب المتضايفين: جاء عبدُ الله .. هذه خمسةُ عَشْرِك، (خمسةُ) هذه خبر مرفوع ورفعه ضمة ظاهر على آخره، ليس مبنياً، مُعرب وهو مضاف و (عشر) مضاف إليه، و (عشر) مضاف، (والكاف) مضافٌ إليه، مثل ما تقول: عبد الله.

وَإِنْ أُضِيفَ عَدَدٌ مُرَكَّبُ ... يَبْقَ الْبِنَا. . . . . . . . . .

(يَبْقَ الْبِنَا) ما إعراب (يَبْقَ)؟ جواب الشَّرط مجزوم بِحذف الألف .. حرف العِلَّة، (يَبْقَ الْبِنَا) فاعل قَصَره هنا للضَّرورة .. مرفوع، (وَعَجُزٌ قَدْ يُعْرَبُ) (عَجُزٌ) مبتدأ، و (قَدْ) هنا حرف تقليل، فُهِم أنَّها لغة قليلة، (يُعْرَبُ) هو .. الجملة خبر.

وَإِنْ أُضِيفَ عَدَدٌ مُرَكَّبُ ..

قلنا: يستثنى منه اثنا عشر، واثنتا عشرة، هذا الأصل فيه، وأمَّا: ثمان عشرة، إذا رُكِّب ففيه أربع لغات .. (ثمان) نفسها فيه أربع لغات، يعني في الياء: فتح الياء، وسكونها، وحذفها مع كسر النون، وفتحها.

فتح الياء: ثَمَانيَ عشرة، سكونها: ثمانيْ عشرة، وحذفها مع كسر النون: ثمانِ عشرة، وفتحها: ثمانَ عشرة، إذاً: فتح الياء مع بقاءها وسكونها، تبقى الياء فَتُفْتَح وتسكن هذه لغتان، تُحذف الياء فتبقى النون مكسورة أو مفتوحة، وقد تُحذف ياؤها أيضاً في الإفراد، كلامه الأربع لغات في التركيب، وفي الإفراد كذلك قد تُحذف الياء ويُجعل إعرابها على النون، ومنه قول الشاعر:

لَهَا ثَنَايَا أَرْبَعٌ حِسَانُ ... وَأَرْبَعٌ فَثغْرُهَا ثَمَانُ

إذاً: حذف الياء وجعل الإعراب على النون، هذه لغةٌ قليلة في (ثمانِ) إذا أُفردت، وأمَّا إذا رُكِّبت ففيها أربع لغات.

قال في (شرح الكافيَّة): " لبضعةٍ وبضعٍ حُكم تسعةٍ وتسعٍ " يأتي اللفظ: بضعة وبضع، ما المراد بالبضع؟ (بضعة) من ثلاثةٍ إلى تسعة: بضعةٌ وعشرون، هذا مُجمل: يحتمل أنَّه واحد وعشرون .. يحتمل أنه تسع وعشرون إلى آخره، يحتمل من الثلاثة إلى التسعة، وبضعٌ: من الثلاثِ إلى تسعٍ.

إذاً: لبضعةٍ وبضعٍ حكم تسعةٍ وتسعٍ، من حيث ماذا؟ في الإفراد والتَّركيب، وعطف عشرين وأخواته عليه، تقول: بضع نسوةٍ أو بضعة نسوةٍ؟ مثل الثلاثة والعشرة، تقول: بضع نسوةٍ .. بضعة رجالٍ .. بضعة صبيانٍ تبقيه على التذكير والتأنيث باعتبار الثلاثة والتسعة.