للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأَلِفَ الْمُبْدَلَ مِنْ يِا فِي طَرَفْ ... أَمِلْ. . . . . . . . . . . . . . .

هذا السَّبب الأول: كون الألف منقلبة عن ياء.

السَّبب الثاني: مآلها إلى الياء، كونها تُبْدَل إلى الياء، يعني: هي ألفٌ لو ثُنِّيَت حينئذٍ نقول: ملهيان.

ثالثاً: كونها بَدَلُ عينٍ ما يُقَال فيه: (فِلْتُ) .. خِفْتُ، العين هنا ألف بدلٌ عن عين، كُلُّ ما كان على وزن (فِلْتُ) خِفْتُ .. بِنْتُ .. بِعْتُ، نقول هنا جاء على وزن (خِفْتُ).

رابعاً: ياءٌ قبلها أو بعدها، يعني: من أسباب الإمالة: أن يقع قبل الألف ياء أو بعدها ياء.

خامساً: كسرةٌ قبل الألف أو بعدها.

سادساً: التَّناسب، وهذا أضعفها كما سيأتي يعني: المجاورة، هي ليست مشتملة على سبب من الأسباب السَّابقة، وإنَّما لكونها جَاوَرَت ما أُمِيل فَأُمِيلت معها، مثل صرف الممنوع من الصَّرف: ((سَلاسِلا وَأَغْلالاً)) [الإنسان:٤] (سَلاسِلا) للمناسبة .. لكون (أَغْلالاً) مصروف فَصُرِفَ معه، هذا مثله .. التناسب، وهذه الأسباب كلها راجعةٌ إلى الياء والكسرة كما بَيَّنَّا.

وأمَّا الغرض والغاية والفائدة من (الإِمَالَةُ) فهي أحد أمرين:

- أولهما: تناسب الأصوات وتقاربها، وبيان ذلك: أنَّ النُّطق بالياء والكسرة مُسْتَفِلٌ مُنْحَدِر، والنُّطق بالفتحة والألف مُسْتَعْلٍ مُتَصَعِّد، وبالإمالة تصير الألف من نمط الياء في الانحدار والتَّسَفُّلْ.

- وثانيهما: التَّنبيه على أصلٍ أو غيره - وهذا الذي يعنينا - لأنَّك تَعلم بالإمالة إذا سمعت من يُمِيل، أو وُجِد سبب، أو ساغت الإمالة، تعلم أنَّ هذه الألف والجملة مُنقلبة عن ياء أو مآلها إلى الياء.

وحكمها: الجواز، يعني: إذا وُجِدت الأسباب لا يَتَعَيَّن وإنَّما يجوز، فمهما وُجِدَت أسباب الإمالة فإنَّ تركها يُعْتَبَر جائزاً، والأسباب التي سيذكرها النَّاظم والشَّارح أسبابٌ للجواز لا للوجوب، والإمالة لغة تميم ومن جاورهم ومن سائر أهل نَجْد كـ: أسد وقيس، والحجازيُّون لا يُمِيلُون إلا قليلاً في الجملة .. ليست عندهم الإمالة، وإنَّما هي عند تميم ومن جاورهم، والحجازيُّون ثبت في بعض المواضع أنَّهم يَمِيلُون في مواضع خَاصَّة.

أشار إلى السَّبب الأول بقوله:

الألِفَ الْمُبْدَلَ مِنْ يِا فِي طَرَفْ ... أَمِلْ. . . . . . . . . . . . . . .

(الإِمَالَةُ) أن يُنَحَّى بالألف نحو الياء، يعني: يأتي بالألف قُرَابة الياء: (وَالضُّحَى) الألف ((وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)) [الضحى:١ - ٢] يأتي بها كأنَّها قريبةٌ من الياء، وعلى هذا سِرْ.

الأَلِفَ الْمُبْدَلَ مِنْ يِا فِي طَرَفْ ... أَمِلْ. . . . . . . . . . . . . . .

(أَمِلْ) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره: أنت، و (الأَلِفَ) مفعولٌ مُقدَّم على قوله: (أَمِلْ)، و (الْمُبْدَلَ) نعته، وقوله: (مِنْ يِا) قصره للضَّرورة جار ومجرور مُتعلِّق بقوله: (الْمُبْدَلَ)، إذاً: ألفٌ مُبْدَلٌ من ياء، عندنا علم بأنَّ هذه الألف ليست أصلية، وإنَّما هي مبدلة من ياء، (فِي طَرَفْ) هذا قيد يعني: كونها مُتطرِّفَة، ما معنى (فِي طَرَفْ)؟ يعني: لا فاءً ولا عيناً، الفاء لا إشكال، عين سيأتي تخصيصه.