للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إليه أن لا يقطعها عنك، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته، فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها، ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك (١).

عندما سئل إبراهيم بن أدهم: كيف أنت؟ قال:

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

فطوبى لعبد آثر الله ربه ... وجاد بدنياه لما يتوقع

إن من علامات حب الدنيا: حب أهل الدنيا، والتملق لهم، ومحاباتهم، وعدم إنكار منكرهم .. وقد أكد ذلك سفيان الثوري بقوله: إني لأعرف حب الرجل للدنيا، بتسليمه على أهل الدنيا (٢).

وانظر إلى الفقير الصالح المتعفف .. لا يتحدث معه .. بل ويسلم عليه سلام من يخاف أن يعديه بفقره .. السلام: بأطراف الأصابع .. والسؤال عن الحال: فيه عبوس وجه، وسوء أدب.

والتفت -أخي- يمنة لترى كيف وقف القوم .. يهللون ويرحبون .. من القادم؟ إنه من أهل الدنيا .. من حاز الدينار والدرهم .. وربما أنه لا يصلي ..

وربما يصم الآذان، ويزكم الأنوف .. سوء عمله .. ولكن انظر الفرق .. بين من لو أقسم على الله لأبره، وكيف هو لا يسأل عنه، إن غاب أو حضر، وبين من لا يزن عند الله جناح بعوضة كيف استقباله


(١) الفوائد: ١٢٧.
(٢) حلية الأولياء: ٧/ ٣٧.

<<  <   >  >>