للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صلاة الجماعة لأوهى الأعذار ..

ومن وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه: اعبروها ولا تعمروها، وروي أنه قال: من ذا الذي يبني على موج البحر دارًا؟ تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارًا (١).

لنسير مع مسروق بن الأجدع وقد أخذ بيد ابن أخ له فارتقى به على كناسة بالكوفة فقال: ألا أريك الدنيا، هذه الدنيا، أكلوها فأفنوها، لبسوها فأبلوها، ركبوها فأنضوها، سفكوا فيها دماءهم، واستحلوا فيها محارمهم، وقطعوا فيها أرحامهم (٢).

وقال الحسن يصف حال الأخيار والصالحين: رحم الله أقوامًا كانت الدنيا عندهم وديعة، فأدوها إلى من ائتمنهم عليها ثم راحوا خفافًا (٣).

وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت ... أقلب كفي أثرة متندمًا (٤)

أخي الحبيب: هذه الدنيا التي نحب؟ ما نهايتها؟ وهذه الأموال التي نجمع أين مصيرها؟

كتب رجل إلى أخ له: أما بعد، فإن الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والمتوسط بينهما الموت، ونحن في أضغاث أحلام، والسلام.

وانظر -أخي الحبيب- إلى ما فات من عمرك إنه كأضغاث


(١) جامع العلوم والحكم: ٣٧٩.
(٢) حلية الأولياء: ٢/ ٩٧.
(٣) الإحياء: ٣/ ٢٢١.
(٤) شذرات الذهب: ٣/ ٥٧.

<<  <   >  >>