انظر إلى من حوى الدنيا وزينتها ... هل راح منها بغير الكسب والكفن
ها هو الحسن البصري: في تباين واضح بين حالنا وحالهم .. يقول: أدركت أقوامًا وصحبت طوائف، ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل، ولا يقبلون على شيء منها أدبر، ولهي كانت في أعينهم أهون من التراب، كان أحدهم يعيش خمسين سنة أو ستين سنة لم يطو له ثوب ولم ينصب له قدر، ولم يجعل بينه وبين الأرض شيئًا، ولا أمر من في بيته بصنعة طعام قط. فإذا كان الليل فقيام على أقدامهم يفترشون وجوههم، تجري دموعهم على خدودهم، ينجاون ربهم في فكاك رقابهم، كانوا إذا عملوا الحسنة دأبوا في شكرها وسألوا الله أن يقبلها، وإذا عملوا السيئة أحزنتهم وسأله الله أن يغفرها لهم، فلم يزالوا على ذلك. والله ما سلموا من الذنوب ولا نجوا من الذنوب إلا بالمغفرة -رحمة الله عليهم ورضوانه- (١).
أخي الحبيب .. أين نحن من هؤلاء؟ !
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى ... درج الجنان بها وفوز العابد
ونسيت أن الله أخرج آدمًا ... منها إلى الدنيا بذنب واحد
ونحن -أخي- نبحث عن المتع والملذات .. نبتعد عن المكدرات والمنغصات.
هذه حالنا أما حال أبي الدرداء فهي كما قال: أحب الفقر