قارن أخي بين مدة البقاء في هذه الدنيا وبين الخلود في الدار الآخرة .. أعمار -أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- ما بين الستين والسبعين .. هذا لمن لم يدركه الموت قبل .. ولكن لنرى يومًا واحدًا من أيام الآخرة كم طوله {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}.
أخي .. ها هي مدة البقاء. قياس بسيط .. اعمل للآخرة .. وللدنيا .. جعلني الله وإياك ممن كان في طاعة الله فبلغه برحمته جنات عدن .. وهيأ لنا من التوفيق ما نصل به إلى رضوانه.
[أخي الحبيب]
من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله (١).
ولننظر أخي إلى مكانتنا من الله، وبماذا استعملنا؟ إن كان في طاعته وعبادته فتلك والله النجاة، وإن كان غير ذلك فالتوبة من قريب .. ألا نستحي من إلهنا وخالقنا ورازقنا، من أحسن صورنا، وسخر لنا النعم ظاهرة وباطنة.
يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
إذا لم تخش عاقبة الليالي ... ولم تستح فاصنع ما تشاء
قال شداد بن عمرو: إن الآخرة وعد صادق، يحكم فيها ملك