للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله .. والاستفادة من مرور الليالي والأيام في طاعة الله جل وعلا.

قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا، ولم يذوقوا أطيب شيء فيها. قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله تعالى (١).

وانظر -أخي الحبيب- في حال المحتضرين من الصالحين ترى الهدوء والسكينة على النفوس المطمئنة، وترى غير ذلك على أصحاب الحرام، اللاهثين وراء الحطام وزخرف الدنيا.

العبد ذو ضجر والرب ذو قدر ... والدهر ذو دول والرزق مقسوم

والخير أجمع فيما اختار خالقنا ... وفي اختيار سواه اللوم والشوم

قال أبو الدرداء: لولا ثلاث لأحببت أن أكون في بطن الأرض لا على ظهرها: لولا إخوة يأتوني ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى طيب الثمر، أو أعفر وجهي ساجدًا لله -عز وجل- أو غدوة أو روحة في سبيل الله -عز وجل- (٢).

هذه الرغبة الصادقة فيما عند الله .. وهذه هي الاستفادة الكاملة من الأوقات وتلك والله الأمنيات الخيرة.

قال وهيب بن الورد: الزهد في الدنيا أن لا تأسى على الناس على ما فاتك منها، ولا تفرح بما آتاك منها (٣).

[أخي الحبيب]

إنما الدنيا إذا فكرت فيها: ثلاثة أيام، يوم مضى لا ترجوه،


(١) مدارج السالكين: ٢/ ٢٣٣.
(٢) الزهد: ١٩٨.
(٣) حلية الأولياء: ٨/ ١٤٠.

<<  <   >  >>