للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحفاوة به ..

إنها الدنيا ..

واعلم بأن المرء غير مخلد ... والناس بعد لغيرهم أخبار

قال عبد الله بن عون: إن من كان قبلنا كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم، وإنكم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم (١).

[أخي المسلم]

إن عمر الدنيا والله قصير، وأغنى غني فيها فقير، وكأني بك في عرصة الموت، وقد استنشقت ريح الغربة قبل الرحيل، ورأيت أثر اليتم في الولد قبل الفراق، فتيقظ إذن من رقدة الغفلة، وانتبه من السكرة، وأقلع حب الدنيا من قلبك، فإن العبد إذا أغمض عينه وتولى، تمنى الإقالة فقيل كلا (٢).

في يوم من أيام الحياة ستدبر الدنيا وتقبل الآخرة .. وما كان بعيدًا أضحى قريبًا .. وما كنت تراه في الذاهبين .. سيراه الأحياء فيك .. موت فجأة .. أو مرض بغتة .. أو أنت على فراشك تحمل إلى قبرك .. إنها عبر ترى ومصارع تترى .. ونحن في غفلتنا نائمون .. وفي غينا تائهون.

تبًا لطالب دنيا لا بقاء لها ... كأنما هي في تصريفها حلم

صفاؤها كدر، وسراؤها ضرر ... أمانها غرر، أنوارها ظلم


(١) صفة الصفوة: ٣/ ١٠١.
(٢) عدة الصابرين: ٣٢٩.

<<  <   >  >>