للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لذاتها ندم، وجدانها عدم

شبابها هرم، راحاتها سقم

لا يستفيق من الأنكاد صاحبها ... لو كان يملك ما قد ضمنت إرم

فخل عنها، ولا تركن لزهرتها ... فإنها نعم في طيتها نقم

واعمل لدار نعيم لا نفاد لها ... ولا يخاف بها موت ولا هرم (١)

قال أبو حازم: من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء .. ولم يحزن على بلوى.

وقال علي بن أبي طالب: من جمع فيه ست خصال لم يدع للجنة مطلبًا ولا عن النار مهربًا، أولها: من عرف الله وأطاعه، وعرف الشيطان فعصاه، وعرف الحق فاتبعه، وعرف الباطل فاتقاه، وعرف الدنيا فرفضها، وعرف الآخرة فطلبها (٢).

وحسن ظنك بالأيام معجزة ... فظن شرًا وكن منها على وجل

والوجل -أخي الكريم- هو الخوف مما ذكره الفضيل بن عياض بقوله: الدخول في الدنيا هين، ولكن الخروج منها شديد (٣).

الخروج أنفاس تتوقف .. ولحظات عصيبة .. تنتزع فيها الروح انتزاعًا .. وحتى إن كان الخروج سهلاً، فإن الجري وراء الدنيا واللهث وراء المادة .. يجلب تشتت الذهن وكثرة الهموم .. واضطراب النفس.


(١) مكاشفة القلوب: ٣٢٩.
(٢) الإحياء: ٣/ ٢٢١.
(٣) الإحياء: ٣/ ٢٢٤.

<<  <   >  >>