للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فرحًا، ما علم الله أنه فرح بشيء زاد قط في دينه، وينقص الشيء من الدنيا، فيحزن عليه حزنًا، ما علم أنه حزن على شيء نقص قط في دينه.

وأوصى عبد الله بن خبيق بقوله: لا تغتم إلا من شيء يضرك غدًا، ولا تفرح بشيء لا يسرك غدًا، وأنفع الخوف ما جحزك عن المعاصي، وأطال منك الحزن على ما فاتك، وألزمك الفكرة بقية عمرك.

أخي المسلم: الدخول في خوض غمار الدنيا، والسير في وهادها ميسر؛ ولكن الخروج منها شديد .. سكرات الموت مقبلة تقتل كل فرحة في الدنيا .. وما بعد الموت يهون عنده الموت.

إن الليالي والأيام حاملة ... وليس يعلم غير الله ما تلد (١)

قال الحسن -رضي الله عنه -: إن الله تعالى أمر بالطاعة، وأعان عليها، ونهى عن المعصية، وأغنى عنها، فاعمل بقدرك على النار ولا تجعل في ركوبها حجة (٢).

وقال التيمي -رحمه الله-: شيئان قطعا عني لذاذة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الوقوف بين يدي الله (٣).

وما شاب رأس من سنين تتابعت ... عليَّ ولكن شيبتني الوقائع

كان سفيان الثوري يقول: أشد الناس حسرة يوم القيامة


(١) صيد الخاطر: ٨٧.
(٢) الزهر الفائح: ٩٥
(٣) العاقبة: ٣٩.

<<  <   >  >>