للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأمر دنياه، جاهل بأمر آخرته (١).

وكتب عمر إلى أبي موسى: إنك لن تنال عمل الآخرة بشيء أفضل من الزهد في الدنيا.

[أخي]

دع الحرص على الدنيا ... وفي العيش فلا تطمع

فلا تجمع من المال ... فما تدري لمن تجمع

فإن الرزق مقسوم ... وسوء الظن لا ينفع

فقير كل ذي حرص ... وغني كل من يقنع (٢)

روي عن أبي حازم أنه قال: لو كانت الدنيا لا يدخلها أحد إلا بترك جميع ما يحب من الدنيا لكان يسيرًا في جانبها، فكيف وقد تدخل الجنة بترك جزء من ألف جزء مما تحب، وقد تنجو من النار بتحمل جزء من ألف جزء مما تكره (٣).

أخي الحبيب: درر من الحكم تنثر .. ولكن تبقى الهمة العالية .. والمسارعة المستمرة. ويبقى دومًا تذكر يوم المعاد.

قال الفضيل بن عياض: رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة (٤).

قد نادت الدنيا على نفسها ... لو كان في العالم من يسمع


(١) العاقبة: ٩٠.
(٢) بستان العارفين: ١٥.
(٣) تنبيه الغافلين: ١/ ٨٥.
(٤) السير: ٨/ ٤٢٦.

<<  <   >  >>