للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عمل قليلاً، وأخذ زاده منها للجنة، وبئست الدار كانت للكافر والمنافق، وذلك أنه ضيع لياليه وكان زاده إلى النار (١).

أخي الحبيب ... أين نحن من هؤلاء؟ !

عن أنس بن عياض قال: رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له غدًا القيامة، ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة (٢).

نحن في دنيا: أعمارها قصيرة، وفرحها مكدر .. ونعيمها زائل .. ! ! وقد وصفها أبو حازم سلمة بن دينار بقوله: ما مضى من الدنيا فحلم، وما بقي فأماني.

يا من تمتع بالدنيا وزينتها ... ولا تنام عن اللذات عيناه

شغلت نفسك فيما ليس تدركه ... تقول لله ماذا حين تلقاه (٣)

(قال الحكيم): أربعة طلبناها فأخطأنا طرقها: طلبنا الغنى في المال؛ فإذا هو في القناعة، وطلبنا الراحة في الكثرة؛ فإذا هي في القلة، وطلبنا الكرامة في الخلق، فإذا هي في التقوى، وطلبنا النعمة في الطعام واللباس، فإذا هي في الستر والإسلام (٤).

أخي .. انظر أين مطلبك من هذه؟ وعلى ماذا تقع عيناك .. وأين تذهب بك المذاهب؟ !

ولعل لنا نصيبًا من قول عطاء الخرساني: إني لا أوصيكم


(١) تزكية النفوس: ١٢٨.
(٢) صفة الصفوة: ٢/ ١٥٣.
(٣) مكاشفة القلوب: ٢٩٣.
(٤) تنبيه الغافلين: ١٢٨.

<<  <   >  >>