للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يلقاه من بات باللذات مرتهنا

هنالك يعلم قدر الوحشتين وما

[أخي الحبيب]

يا غفلة ورماح الموت شارعة ... والشيب ألقى برأسي نحوه الرسنا

ولم أعد مكانًا للنزول ولا ... أعددت زادًا ولكن غرة وقنى (١)

من درر الكلام ونفيسه قول الحسن -رضي الله عنه-: من كثر ماله، كثرت ذنوبه، ومن كثر كلامه كثر كذبه. ومن ساء خلقه، عذب نفسه (٢).

أخي الحبيب: نجمع المال لندرك السعادة .. ونبني القصور لنسكن الأنس في قلوبنا .. ونسافر لننسى أحزاننا .. نسير في كل الطرق .. وننفق ما في أيدينا لنستمتع بالسعادة .. ولكن هل هذه هي السعادة.

هناك من طرق هذه الأبواب قبلنا، وجرب هذه الدروب معنا .. ولكن الجميع يتفق على أن السعادة في طاعة الله والقرب منه، والعمل لدار سعادة لا شقاء فيها ولنعيم لا زوال عنه.

وما الدهر والأيام إلا كما ترى ... رزية مال أو فراق حبيب

وإن امرءًا قد جرب الدهر ولم يخف ... تقلب حاليه لغير لبيب (٣)

قال وهب بن منبه: مثل الدنيا والآخرة مثل ضرتين، إن


(١) العاقبة: ١٨٨.
(٢) كتاب الصمت: ٨٥.
(٣) ديوان الإمام علي ص ٢٤.

<<  <   >  >>