للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بل إن هناك مجالس عامرة بحديث الدنيا وأموالها .. لا يذكر فيها اسم الله ولا يتورع فيها عن الغيبة وأكل السحت والحرام.

بل سل حديث المجالس عن أرحام تقطعت ووشائج انفصلت بسبب الدنيا .. حديث طويل .. فهذا لم ير أخاه منذ عشر سنوات بسبب حفنة من مال، وذاك لم يردعه دين أو خوف من الله عن أكل أموال الأيتام وآخر همه مصروف كيف يحصل على الأرض الفلانية؟ ولو بالكذب والحلف بالزور.

تناسى الجميع حفرة ضيقة .. وأهوالاًَ مقبلة .. ! !

قال الحسن -رحمه الله تعالى-: يا عجبًا من ضاحك ومن ورائه النار، ومن مسرور ومن ورائه الموت (١).

[أخي .. ألا عودة من قريب ..]

تمر الليالي والحوادث تنقضي ... كأضغاث أحلام ونحن رقود

وأعجب من ذا أنها كل ساعة ... تجد بنا سيرًا ونحن قعود

والسؤال يروح ويغدو على ألسنتا .. ألا نعمل لهذه الدنيا؟ ! بلى يا أخي! اعمل وجد فإن الإسلام دين العمل .. ولكن تنبه لوصية تالية ..

قال رجل لسفيان الثوري: أوصني؟ قال: اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، وللآخرة بقدر بقائك فيها، والسلام (٢).


(١) تنبيه الغافلين: ١/ ٢١٢.
(٢) حلية الأولياء: ٧/ ٥٦.

<<  <   >  >>