للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويوم أنت فيه ينبغي لك أن تغتنمه، ويوم يأتي لا تدري أنت من أهله أم لا، ولا تدري لعلك تموت قبله، وليكن سعيك في دنياك لآخرتك، فإنه ليس لك من دنياك شيء إلا ما صدرت أمامك، فلا تدخرن عن نفسك مالك، ولا تتبع نفسك ما قد علمت أنك تاركه خلفك، ولكن تزود لبعد المشقة (١).

وليكن طلبك الدنيا اضطرارًا، وتذكرك في الأمور اعتبارًا، وسعيك لمعادك ابتدارًا، فاعمل عمل المرتحل، فإن حادي الموت يحدوك ليوم ليس يعدوك (٢).

قال الحسن -رحمه الله-: إياكم وما شغل من الدنيا، فإن الدنيا كثيرة الأشغال، لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب (٣).

صاحب الدنيا الذي يعظمه البعض - حتى وإن كان تاركًا للصلاة ويوسع له في المجلس لننظر إلى الحسن رحمه الله- كان إذا ذكر صاحب الدنيا يقول: والله ما بقيت له ولا بقي لها، ولا سلم من شرها ولا تبعتها ولا حسابها، ولقد أخرج منها في خرق (٤).

وكتب علي بن أبي طالب إلى عبد الله بن عباس: أما بعد فإن المرء يسوءه فوت ما لم يكن يدركه، ويسره درك ما لم يكن ليفوته،


(١) حلية الأولياء: ٢/ ١٣٨.
(٢) أدب الدنيا والدين: ١٢٢.
(٣) حلية الأولياء: ٢/ ١٥٣.
(٤) حلية الأولياء: ٢/ ١٤٤.

<<  <   >  >>