للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مؤلمًا، ذكر العقاب، وإن سمع صوتًا فظيعًا، ذكر نفخة الصور، وإن رأى الناس نيامًا، ذكر الموتى في القبور، وإن رأى لذة، ذكر الجنة فهمته متعلقة بما ثم، وذلك يشغله عن كل ما تم (١).

ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له ... من الله في دار المقام نصيب

فإن تعجب الدنيا رجالاً فإنه ... متاع قليل والزوال قريب

قال عبد الله بن مسعود: في درر من الكلام: إنكم في ممر الليل والنهار، في آجال منقوصة وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، من زرع خيرًا يوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرًا يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثل ما زرع، لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، فمن أعطي خيرًا فالله أعطاه، ومن وقي شرًا فالله وقاه، المتقون السادة، والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة (٢).

وقيل لعلي -رضي الله عنه -: يا أبا الحسن صف لنا الدنيا؟ قال: أطيل أم أقصر؟ قالوا: بل أقصر، قال: حلالها حساب، وحرامها النار (٣).

كلمات تغني عن مواعظ لمن كان له قلب. ألا وإن الدنيا دار ابتلاء وحزن ونصب وشقاء.


(١) صيد الخاطر: ٥٢١.
(٢) السير: ١/ ٤٩٧.
(٣) تسلية أهل المصائب: ٢٤٣.

<<  <   >  >>