هذه المنطقة تشكل المنطلق الأساسي للأفعال التلقائية التي تتم بدون تفكير، ولا يوجد إنسان على ظهر الأرض إلا ولديه منطقة يقين خاصة به .. هذا اليقين قد يكون صحيحا، وقد يكون خاطئا، ولكنه يبقى يقينا ليس فيه شك.
فعلى سبيل المثال: هل يشك أحد في اسمه أو أسماء أبنائه وزوجته؟!
وهل يشك أحد في كون الماء سببا للإرواء والطعام للإشباع، وأن الظلام يحل في المساء والشمس تشرق في الصباح؟!
[كيف يتكون اليقين؟]
يقين الإنسان يتكون من خلال الأفكار التي ترد عليه من العقل المدرك.
فما من فكرة يقبلها العقل المدرك إلا وتدخل إلى منطقة اللاشعور، فإذا تكرر مرور هذه الفكرة مرات ومرات من الشعور إلى اللاشعور اكتسبت هذه الفكرة صفة الرسوخ، وأصبحت ضمن يقين الإنسان وثوابته ومعتقداته، وأصبحت تشكل مصدرا لأفعاله التلقائية.
فعلى سبيل المثال: فهم قواعد اللغة العربية يتم من خلال العقل المدرك، فإذا تدرب العقل مرات كثيرة على أن الفاعل دائما مرفوع، والمفعول دائما منصوب، فإن هذه المعلومات ترسخ فى اللاشعور لينطلق اللسان بعد ذلك رافعا للفاعل وناصبا للمفعول بتلقائية.
وكذلك تعلم أحكام التجويد يتم أولا بالعقل المدرك ثم تنطلق هذه الأحكام إلى اللاشعور وترسخ فيها بالتكرار ثم التكرار، لتطلق الألسنة بعد ذلك وتطبق هذه الأحكام عند التلاوة ودونما تفكير، با أن الشخص قد ينسى منطوق الحكم التجويدي بمرور السنين لكنه لا يخطئ في تطبيقه.
علاقة اليقين بالتغيير
من الأمور الملاحظة بيننا: أننا كثيرا ما نتكلم عن قيم ومبادئ وتصورات، ونبدي قناعة تامة بما نسمع ونتحدث ثم نفاجأ بأن الكثير منا يخالف بفعله ما قاله بلسانه.
فعلى سبيل المثال: عند طرح موضوع الذكور والإناث أيهما تريد أن تلده زوجتك؟! تجدنا نتبارى في إظهار استسلامنا لله عز وجل، وأننا سنرضى بما يقسمه لنا من هذا الرزق.