للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعندما أُتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة من الدجاج من ذهب من بعض المغازي، فقال صلى الله عليه وسلم: " ما فعل الفارس المكاتب؟ " قال: فدعيت له، فقال: " خذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان ".

[مفهوم المتابعة]

إن كان من مهام المربي حسن توجيه الأفراد، وتعهدهم، ومتابعتهم فيما يتعلق بأحوالهم وجوانب حياتهم المختلفة، فإن هذا ليس معناه المتابعة الدقيقة واللصيقة لكل منهم، والتأكد من تنفيذ توجيهاته بدقة، فهذه الطريقة في المتابعة لها العديد من السلبيات، فإنها وإن كانت ستضمن تنفيذ التوجيهات إلا أنها قد تتسبب في تحويل وجهة الأفراد ليصبح رضا المربي هو الغاية مع رضا الله عز وجل.

ومن سلبياتها كذلك أنها ستجعل الأفراد يتعودون على من يتابعهم بهذه الطريقة فإذا ما فتر المربي عن متابعتهم فتروا عن العمل.

[الإيمان هو الضامن]

فإن قلت: إن كانت المتابعة الدقيقة للأفراد لها هذه السلبيات، فما الضامن إذن الذي يضمن للمربي حسن تنفيذ الأفراد للتوجيهات المختلفة؟

إنه الإيمان القوي الذي سيتولد بمشيئة الله من عملية التغيير القرآني، فالإيمان هو أكبر ضامن يضمن تنفيذ الخطط والتوجيهات مع عدم إغفال دور المتابعة العامة التي تتعرف على الواقع فتبني عليه توجيهات المستقبل.

والناظر إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقة تربيته لأصحابه يجد أنه كان يوجههم لأعمال الخير ثم يتركهم لإيمانهم، فيدفعهم هذا الإيمان للقيام بهذه الأعمال والاستمرار عليها، فعندما بلغ عبد الله بن عمر قوله صلى الله عليه وسلم في شأنه: " نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي بالليل " قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك اليوم لا ينام من الليل إلا قليلا.

<<  <   >  >>