فبالقرآن توحد المسلمون الأوائل على هدف واحد، وبه ارتفعوا إلى السماء وتخلصوا من جواب الأرض، ولقد أكد على هذا المعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:" أبشروا، فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا"(١).
ومن هنا يتأكد لنا أن القرآن هو الوحيد القادر على جمع الكلمة، والتخلص من الفرقة، ولم لا وهو الكلمة السواء التي لا يختلف عليها اثنان من أبناء الأمة.
[حالنا مع القرآن]
عندما تمسك الجيل الأول بحبل الله المتين، واتبعوا نور كتابه المبين،، اجتمعت كلمتهم، وتوحدت وجهتهم، وأصبح الله هو غايتهم، فأوفى سبحانه وتعالى بعهده معهم، ومكنهم في الأرض ليرفعوا عليها رايته، ويقيموا عليها شريعته.
وعندما تركت الأمة بعد ذلك هذا الكتاب وأدارت ظهرها له حدثت لها النكبات والهزائم والنكسات.
تخيل معي أُناسا وقد تعلقوا بحبل الله، والأرض من تحتهم تملؤها القاذورات والصراعات والأحقاد، ثم ترك هؤلاء الحبل .. ماذا سيحدث لهم؟
(١) حديث صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة (٦/ ١٢٥، رقم ٣٠٠٠٦)، والطبراني (٢٢/ ١٨٨، رقم ٤٩١)، وابن حبان (١/ ٣٢٩، رقم ١٢٢). قال الهيثمي (١/ ١٦٩): رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أيضاً: عبد بن حميد (ص ١٧٥، رقم ٤٨٣)، وابن أبى عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٢٨٢، رقم ٢٣٠٢)، ومحمد بن نصر المروزي (كما في مختصر قيام الليل للمقريزي ص ٢٩٣، رقم ٢٢١)، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٣٢٧، رقم ١٩٤٢)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (ج ٢ / ص ٣٣٠).