لابد أن نعمل على تبليغ هذه الدعوة في كل مكان، وأن نرشد الناس إلى كيفية العودة إلى القرآن والانتفاع الحقيقي به، وأن نُلح عليهم بذلك، وشيئا فشيئا ستسري هذه الدعوة في أعماق الأمة، وستجد لها - بمشيئة الله - آذانا صاغية، ولم لا وهي دعوة تؤيدها الفطرة، ولا تجد معارضة من أحد، وفوق هذا كله فهي تستوعب الجميع، ولا تتسبب في انزعاجهم أو نفورهم منها، أو خوفهم من تبعتها ... .
سيستجيب لها - بإذن الله - الكثيرون، وستسري روح القرآن في الأمة بالتدريج، وسيكون - لا محالة - من بين المستجيبين لها من يريد التضحية من أجل دينه، ومن أجل التمكين لشرع الله في الأرض .. فليكن أمثال هؤلاء هم اللبنات التي تُشكل مع غيرهم - من السابقين - الصف المسلم الذي يقود الأمة بالقرآن، ويبذل الغالي والرخيص من أجل إيقاظ النائمين، وتنبيه الغافلين، وإرشاد الحائرين، ومداواة المعتلين بالدواء الرباني الذي أنزله الله عز وجل ليكون للأمة جمعاء هدى وشفاء:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[يونس/٥٧].
[الفرج قريب]
فلنبدأ من الآن، ولنعد إلى القرآن، فكفى ما مضى من أعمارنا ونحن بعيدون عن هذا الكنز العظيم، ولنستبشر جميعا، فما هي إلا سنوات قليلة حتى نجد نور القرآن يسري في النفوس، ليبدأ التغيير في جنبات الأمة، ويصطلح الناس مع ربهم، ويعودوا إليه ... لتبدأ تبعا لذلك تباشير الفجر في البزوغ، وتُشرق شمس العزة من جديد:{وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}[التوبة/١١١].