ولأن الهدى والسعادة والتغيير وسائر الثمار المترتبة على الدخول لعالم القرآن تستلزم هذه النقطة فإن الشيطان سيعمل جاهدا على صرف الذهن إلى أمور أخرى ليُبعدنا عن فهم القرآن، فعلينا ألا يتسرب إلينا الشعور باليأس أو الإحباط لدينا كلما شرد الذهن في أمور الدنيا بل نثابر ونثابر ونستعين بالله، ونستعيذ به من الشيطان حتى نتعود على التركيز مع القراءة .. أما الآيات التي شرد الذهن فيها فعلينا إعادتها مرة أخرى كما نفعل عند القراءة في أي كتاب آخر.
[خامسا: التجاوب مع القراءة]
مما يعين على التركيز مع القراءة: التعامل مع الآيات على حقيقتها في كونها خطابا مباشرا من الله عز وجل للبشر: لي ولك ولغيرنا.
هذا الخطاب يتضمن أسئلة: علينا أن نُجيب عنها. كقوله تعالى:{أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ}[النمل/٦١]، فنقول: لا إله إلا الله.
وفيه أدعية: علينا أن نؤمِّن عليها. كما نفعل مع الدعاء الذي في نهاية سورة الفاتحة .. وفيه وفيه ..
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح بالبقرة فقرأها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بآية سؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوَّذ، ثم ركع.
[سادسا: أن نجعل المعنى الإجمالي هو المقصود]
ونحن نطبق الوسائل السابقة عند تلاوتنا للقرآن قد نجد أمامنا كلمات غريبة لا نعرف معناها .. فهل نتوقف عن القراءة ونبحث عن معناها في التفاسير؟!