للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الدعوة إلى القرآن]

ومع أهمية وجود المحاضن التربوية، للإشراف على عملية التغيير القرآني للأفراد، إلا أنه ينبغي أن يكون لها دور آخر في توجيههم لدعوة الناس. فالله عز وجل يريد من الأمة - بصفة عامة - أن تتغير من داخلها، وتترك كل ما يبغضه، لكي يُغير سبحانه ما حاق بها ونزل بساحتها ... من هنا كان من الضروري تبليغ الناس بذلك، ودعوتهم إلى العودة الصحيحة للقرآن، والأخذ بأيديهم إلى مأدبته، فينصلح حالهم، ويعودون إلى ربهم، ويمارسون الوظيفة التي خُلقوا من أجلها، فيتحقق بذلك الوعد الذي وعدنا الله به: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور/٥٥].

[هيا إلى العمل]

إن كان القرآن هو مشروع الأمة الإسلامية القومي للنهضة، وهو السبيل لعودة مجدها وعزها، فلبد أن ينتفض كل غيور ويبدأ بنفسه ويعود إلى القرآن، ويُقبل عليه بكيانه كله، حتى إذا ذاق حلاوته، وازداد تحرك قلبه مع آياته، وشعر بنوره يسري في كيانه، وأصبح لا يستطيع الاستغناء عنه، فهو بذلك قد وضع قدمه في بداية الطريق فعليه حينئذ أن يتحرك بهذه الدعوة - دعوة العودة إلى القرآن - في كل مكان، ومع كل من يعرفه ... مع أبيه وأمه، وزوجته وأولاده، وأقاربه وجيرانه، ومعارفه وزملائه.

<<  <   >  >>