وإذا ما تأثرت المشاعر وتجاوبت مع أمر يخدم الهوى - كحال البعض عند ما يسمى بالأغاني العاطفية - فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الهوى في القلب.
من هنا يتبين لنا كيفية زيادة الإيمان عند قراءة القرآن، وذلك من خلال التأثير والانفعال بالآيات ..
فلحظات الانفعال والتجاوب القلبي مع القراءة تعني دخول نور هذه الآيات إلى القلب وتأثيره على المشاعر مما يؤدي إلى زيادة الإيمان.
وكلما زاد الإيمان في القلب انعكس ذلك على الجوارح بأعمال صالحة لم يكن من السهل قبل ذلك القيام بها.
وشيئا فشيئا تعود الحياة إلى القلب ويتم تنويره بنور القرآن، وينزوي الهوى، وتقل مساحته إلى أن تأتي لحظة من أهم لحظات العمر .. لحظة تحرر القلب بأكمله من سلطان الهوى، ليصبح قلبا حيا سليما يملؤه نور الإيمان، فينطلق بعد ذلك في رحلته المباركة سائرا إلى الله عز وجل مستصحبا معه الدليل الأمين - القرآن العظيم - الذي يقوم بهذا الدور على أحسن ما يكون من خلال تعريفه بربه، لتثمر هذه المعرفة عبادات قلبية من خشية ورجاء وحب وإجلال وتوكل وإنابة وثقة واستعانة وطمأنينة ...
وكلما تعرف العبد على ربه أكثر تغيرت معاملته له، ومن ثم ازداد قربه منه. كل هذا يفعله القرآن بسهولة ويسر ودون تكلف.
[القرآن والنفس]
تشكل النفس أكبر عائق في طريق إخلاص العمل لله عز وجل، فهي تحاول دوما أن يكون لها نصيب من كل فعل يقوم به الإنسان استيفاء لحظوظها، وإرواء لشهواتها التي لا تنطفئ .. هكذا خلقها الله عز وجل.
ومن وسائلها في نَيل حظوظها سعيها لعلو منزلتها عند الناس كي يمدحوها ويعظموها، وذلك عن طريق تعريفهم بالأعمال الصالحة التي تقوم بها.
ومن وسائلها كذلك: تضخيم العمل في عين صاحبها بعد قيامه به، فتزين له العمل وأنه يستحق به الدرجات العلى عند ربه، وأنه قد أصبح مميزا عن أقرانه بهذا العمل!!