معرفة الله المنعم ومعرفة صور إنعامه علينا، وأننا مطالبون بشكر هذه النعم مما يؤدي إلى عدم رؤية العمل، واستشعار ان دخول الجنة هو محض فضل من الله عز وجل.
معرفة الله القيوم: وأنه هو الذي يقوم بإطعامنا وسقايتنا ونمنا ويقظتنا ورعاية كل ما في أجسادنا من أعضاء وأجهزة، وأنه سبحانه يعيننا على القيام بالطاعة، ويعصمنا من الوقوع في المعصية:{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ}[الأنبياء/٧٣]، هذه المعرفة تؤدي إلى استشعار عظيم فضل الله علينا، وأننا به لا بأنفسنا فيؤدي ذلك إلى صدق الاستعانة به، وعدم الاتكال على النفس.
معرفة الله الملك: وأنه لا ملك إلا ملكه، ولا يملك أحد سواه شيئا، فيؤدي ذلك إلى قطع الطمع فيما عند الناس والزهد فيهم، وعدم العمل من أجلهم فالكل فقير ومحتاج إلى من بيده ملكوت كل شيء.
التعرف على الله من خلال القرآن:
هذه المعارف وغيرها لها دور كبير في إخلاص العمل لله عز وجل، وعلى قدر تمكنها من القلب وتعمقها فيه يكون صدق معاملة العبد لربه، وأفضل وسيلة لتحقيق هذه المعارف: القرآن الكريم: فمن أهم سماته أنه كتاب تعريف بالله عز وجل، وبأسمائه وصفاته، وآثارها، ولا يكتفي القرآن بالتعريف النظري بالله عز وجل بل ويعلم قارئه كيف يربط هذه المعرفة بأحداث الحياة:{سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}[فصلت/٥٣].
فعلى سبيل المثال: القرآن يُعرفك بربك المنتقم ويُعدد لك صور عقابه للمسيء، فإذا ما أُسقطت هذه المعرفة على واقع حياتك فستجد أن هناك عقوبات تُجرى عليك نظير إساءتك كوحشة في الصدر أو تعسير في الأمور، فيؤدي ذلك إلى مسارعتك بالاستغفار والتوبة لتوقف تلك العقوبات:{وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ... }[الأنفال/٣٣].