٤ - ومن صور التغيير القرآني أنه يُشعر صاحبه بقيمته في الكون، وأنه قائد له، فينطلق فيه فاتحا مستكشفا لأسراره، منتفعا بتسخير قوانين تسخيره له.
٥ - والقرآن أيضا يضبط الفهم، ويكوِّن الشخصية المعتدلة المتوازنة التي تُعطي كل ذي حق حقه، وتعرف كيف تُرتب الأولويات.
٦ - ومن صور التغيير القرآني أنه يوقد شعلة الإيمان بالقلب ويوطده فيه ويطرد منه الهوى .. وكلما ازداد الإيمان ازداد الدافع لفعل الصالحات.
٧ - ويستمر القرآن في زيادة الإيمان إلى أن يُحرر القلب من الهوى، لينطلق به إلى السماء قلبا ربانيا موصولا بالله عز وجل، ويسير إليه، ويقترب منه من خلال تقلبه في ألوان عبوديته له من حب ورجاء وتوكل وإنابة وإجلال وخشية و ... .
٨ - والقرآن يولد الطاقة ويقوي العزيمة في قلب صاحبه، مما يجعله يريد دائما تصريف هذه الطاقة بالقيام بأعمال البر المختلفة دون انتظار لتوجيه من أحد فكلما فُتح له بابا من أبواب الخير سارع بالولوج إليه، فتراه مجاهدا مع المجاهدين وداعية مع الدعاة .. خير زوج لزوجته، وخير أب لأبنائه، وجار لجيرانه.
٩ - ومن أعظم صور التغيير التي يقوم بها القرآن أنه يُعرِّف صاحبه بالله عز وجل، فيعظم قدره عند فيتولد عن ذلك معاملة أخرى لربه غير التي اعتادها في السابق، مما يزيده إخلاصا له، وصدقا في التوجه إليه، وربطا لأحداث الحياة به سبحانه.
١٠ - والقرآن كذلك يعرفنا بحجم أنفسنا، وقيمتها، وخطورتها، فتصغر في أعيننا وتتحطم أصنامنا ليجد العمل الصالح بعد ذلك طريقه إلى الله عز وجل يزينه الصدق والإخلاص.