للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

دون حل، وذهبنا إِلى آفاق أخرى وإِلى مشكلات جديدة، كأن المشكلة التي مررنا بها لا وجود لها. فنتاول مثلا مشكلة المرأة، ثم نتركها بدورها في الطريق، ونمر هكذا مر الكرام على الأشياء ....

أليس في هذا ما يجعلنا نستحق فعلا التشبه بالفراش ... لأننا ننتقل من مشكلة إلى أخرى ... تسلية وتضييعاً للوقت.

ومن الناحية الجدية: أليس في هذا الدلالة بأن موقفنا الاجتماعي لا يتسم بالإرادة المتصلة والجهد المتواصل، ولكنه يتسم بالمحاولات المتتابعة ... والإرادات الخافقة.

وإذا حللنا مجهودنا تحليلا جذرياً وجدناه متفكك الأجزاء كأنه مركب على صورة الخط المنقط، الخط الذي يمر من نقطة إلى أخرى دون أن يصور شيئاً.

وإننا نجد هنا، في صورته الاجتماعية، المرض الذي سميناه ((الذرية)) في تفكيرنا، ذلك المرض الذي أشار إليه عالم إنجليزي بحق.

وربما حان الوقت كي نتناول المشكلات في عمقها، في مناقشة تتسع بقدر ما يمكن إلى دراسة مدققة، أي في مؤتمر يكون موضوعه دراسة القضايا القائمة مثل قضية الرجل بلا شغل، والمرأة بلا مركز اجتماعي، والطفل بلا مدرسة (١) ..


(١) لقد بينا في كتاب ((الصراع الفكري في البلاد المستعمرة)) كيف يشغل الاستعمار حشدا من مراصد خاصة لترقب ظهور الأفكار كي يوحه الاستعمار طلقاته عليها ... بالسلاح المناسب.
وفعلا بمجرد نشر هذه المقالة سخر الاستعمار أحد ((أقلامه)) كي يرد عليها ولكنه يحكم خطته، أمر ((قلمه)) المسخر أن لا ينشر سخافته باسمه الشخصي بل باسم الهيأة التي وجهت النداء حتى تختفي السخافة تحت لقب يعيرها ما تفقد من الوقار. وتخفي كذلك يد الاستعمار. ثم يأمره بتحويل معنى الكلام حتى لا يرى الشباب الجزائري في مقالتي النصيحة التي أوجهها له كي يسدد نشاطه الاجتماعي، بل يصورها له على أنها نكران لنشاطه الاجتماعي.
وهذا الرد ينشر في نفس الجريدة التي نشرت مقالتي: أي في جريدة ((وطنية))!!!
وهذا ما نعني بالضبط عندما نقول أن بين الاستعمار وبعض الزعماء ميثاق خفي يستغله كلا الطرفين في ميدان الصراع الفكري ..

<<  <   >  >>