للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الخاص في توضيح القضية.

وهذا يجعلنا نقول إن ((النخبة)) عندما تفقد موهبة النقد الذاتي على وجه الخصوص، فهي على هذا كأنها اقتنعت بتسجيل الفشل ولكن دون أن تسعى في تفهم أسبابه ... وإننا نتمنى أن تكون قد شعرت بهذا الفشل، حين لم يكن لندائها صدى يذكر.

فلو أن النخبة درست هذا الفشل، لاستفادت منه أكثر مما يفيدها نصف، نجاح خداع ... لأنها تدرك من خلال تلك الدراسة حقيقة الأمر، أعني حقيقة الشروط الخاصة التي يجب أن تخضع لها جهدها كي تحقق به نجاحاً كاملا.

فمن الواضح أن الصمت، الذي كان الرد الوحيد على النداء الذي وجهته هذه ((النخبة))، يعني من ناحية ((الجمهور)) التهيب وفقدان الثقة والأمل، ويعني من ناحيتها نقصاً في التنظيم.

وعليه فالفشل يتضمن جانباً سيكولوجياً وجانباً فنياً (١).

ومن البين أن الجانب الفني أي النقص في التنظيم وفي التخطيط وفي توجيه العمل المشترك، هو عمود القضية، لأننا لو وضعنا هذا الجانب موضع التأمل والدراسة، لدعانا ذلك إلى مزيد من التأمل في القضية الرئيسية، قضية العطلة.

ولكن إذا أردنا أن نذهب في هذا السياق إلى أقصى التحليل يجب أن نقول، إن المشكلتين بقيتا معاً دون حلول، فلا ((الجمهور)) اكتسب الروح الاجتماعية التي يفقدها، ولا ((النخبة)) اكتسبت الفكر الفني الذي يعوزها.

ولكن الشيء الذي يزيد في الطين بلة أعني يزيد فيما يعاني الشعب من فقدان الأمل وعدم الثقة، هو أننا سجلنا الفشل في مشكلة معينة، وتركناها في الطريق


(١) وهذا التحليل صحيح لا بالنسبة لقضية محلية بالحزائر فقط. ولكنه صحيح بصفة عامة بالنسبة إلى كل حركات الإصدح في العالم الإسلامي، فإن هذه الحركات فشلت كلها لأنها لم تدرس أرضها قبل الشروع في العمل.

<<  <   >  >>