مواصلة عمله في البلاد المستعمرة كي يقي هذه البلاد من العودة إلى الفوضى .. فإننا لا نرى في هذه الجلسة أي جانب بناء، كأنها مجرد جلسة تسلية لهذا المجلس المحترم.
إنه لا يمكننا الحكم المدقق على قيمة ما قيل خلالها كوثيقة تخص علم الإنسان في القرن العشرين، لأنه ليس لدينا العرض الكامل للجلسة .. إنه يمكننا فقط أن نتصور هذا العرض من ملخص ما نشرته جريدة (لوموند) ومن التحفظات التي يدلي بها المسيو لالند بالنسبة إلى بعض المسلَّمات التي يستند إليها الحديث الذي دار خلال الجلسة .. ولكننا نريد إِسناد ملاحظاتنا إلى نيات مدام لويزفيس ذاتها .. لا فيما يتعلق بنياتها الشيخصية الخاصة، لأننا نحترمها كشيء يتعلق بحرمة الذات الإِنسانية، ولكن بالنسبة إلى ما هو من وحي الثقافة العامة المتمثل في ((نية تحضير البلاد المستعمرة)) أي في العبارة التي نجد فيها أكبر تعبير عن نفاق الاستعمار.
ومن الطبيعي أن ((نية)) كهذه، تخلق اشتباهاً يجعل فعلي ((حضر)) و ((استعمر)) بمثابة المترادفين، ونجد شخصيات لامعة مثل الأستاذ شيجفرد والقسيس بجنر والكاتب دوهميل يشاطرون مدام فيس هذه النية أي هذا الالتباس ..
والنتيجة العاجلة للمسلَّمة التي تتضمنها هذه ((النية))، أو إِحدى نتائجها في نطاق السياسة، هي تلك المرافعة، التي شرعت فيها مدام فيس، في محاضرتها ضد ما تسميه، زعماء الشعوب المتخلفة، حيث أنهم في نظرها، يحرمون هذه الشعوب من الخيرات التي تقدمها لهم الحضارة الغربية وعليه فإن الإِثم والجريمة يتكفل بها ((الزعماء الوطنيون)) أنفسهم وهم المسؤولون بالجزائر مثلا- كما يستنتج من كلام هذه المحاضرة المحترمة- هم المسؤولون عما يعاني الشعب الجزائري من فقر وجهل وعطلة ...
وهم، بطبيعة الحال، الذين يقررون الأجور المخزية التي يتقاضاها العامل الجزائري اليوم، إذا ساعده الحظ فوجد عملا. كما يقررون، طبعاً، الأسعار