للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الذري .. ونجد الشعب الجزائري قي قافلة المتخلفين، بعيداً عن جبهة التطور العالمي ... لم يخرج بعد من مرحلة الأمية.

وعندما نعبر عن هذا الواقع بلغة النسبية، فإننا نقول إن قرنا من ((حياة مشتركة)) لم يخفض من التخلف بين الشعبين بل زاد فيه، وفي هذه اللغة نتصور الأشياء خلال القرن الذي مضى كأن الشعب الفرنسي انطلق إلى الأمام، بينما الشعب الجزائري رجع إلى الوراء.

وهذا التخلف بين الشعبين يبدو بطبيعة الحال في الحالة الثقافية في البلدين، ويمكن توضيح هذه الحالة ببعض الأرقام التقريبية إذ ليس لدينا الاحصائيات الأخيرة المتصلة بالموضوع.

فلنذكر أن عدد الطلبة الجامعيين يبلغ تقريباً ٣٠٠،٠٠٠ طالباً بفرنسا، بينما لا يبلغ عددهم في الجزائر ٣٠٠ على وجه التقريب، وإذا كان لهذا الرقم معنى من حيث الكم فإن الواقع يكشف وراءه حقيقة الأمر من حيث الكيف.

وعلى سبيل المثال، فإِنني أشك في أن العرض الذي نشرته جريدة ((الجمهورية الجزائرية)) في عددها الأخير (١) قد يجد صدى لدى بحار جزائري واحد، لأن الاستعمار وضع كل النشاط البحري تحت تصرفه، تطبيقاً لما يسمى قانون ((احتكار الراية))، وهذا الاحتكار قتل في حينه النشاط البحري الجزائري الذي لا ينكر - رغم إِنكار الاستعمار له كي يبرر بذلك نظرية ((الاستعمار المحضر)) - حيث كان صيته معروفاً في الأوطان حتى أن الاستعمار نفسه يدعي أنه إنما أتى لوضع حد لما يسميه ((القرصنة الجزائرية)).

وربما استطاع من يريد التسلية والترفيه العقلي أن يجمع هكذا أقوال الاستعمار المتنافية كي يبطلها الواحد بالآخر.

ومهما يكن في الحقيقة من شأن ((القرصنة الجزائرية))، فالشيئ الواضح


(١) العرض يطلب بحارة جزائريين اختصاصيين للشغل في بحرية أندونسيا التجارية.

<<  <   >  >>