للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الملك في هذا الفتات المقتطف الذي لا يسمح بتفهم الوقائع، ولا لإصدار الحكم الصحيح عليها، إذ الفتات يكون أحياناً كلمة واحدة موضوعة بين هلالين في جملة طويلة للمحرر، بحيث لا تفيد أي معنى خاص.

فعلى سبيل المثال نقرأ هذه الجملة ((إن سيدي محمد يستسيغ الترتيبات التي اتخذت بشأن إدارة مصالحه الخاصة و ((شاهد)) (١) أن الإجراءات المطبقة من أجل شخصه بمدغشكر لا تخرج تقريباً من نطاق المألوف المعتاد)).

فنتساءل ماذا تفيد كلمة ((شاهد)) الموضوعة بين هلالين كي يفهمنا من وضعها هكذا، أنها من تحرير الملك، ماذا تفيد في جملة طويلة هي من محرر لوموند.

فلو أن المحرر وضع في جملته أي كلمة أخرى بين هلالين، ما زاد أو قلل من فهم القارئ لفكرة تنسب للملك في هذا المقتطف.

فهذه الفكرة تستعصي علينا، لأننا على خلاف وعلى قدر ما نعرف لها من الوضوح ومن إدراك للواقع، نجدها هنا، عندما تعترضنا في جملة أو في شطر جملة يضعهما محرر لوموند بين هلالين كي يشعرنا بأنهما من قلم الملك، نجدما في منتهى الغموض، في صورة غير مألوفة، وكأنها تقف إزاء الأحداث موقفاً لا يتفق مع طبيعتها.

فلماذا، على وجه المثال، يلتزم الملك بأنه سيمتنع عن ((كل نشاط سياسي، وعلى وجه الخصوص عن كل ما يؤدي إلى اضطراب الوضع بمراكش ... )

أليس شطر الجملة هذا الموضوع بين هلالين، يأتي كأنه تكذيب للواقع التاريخي المتصل بالأحداث التي أهمت ((الوضع)) بمراكش (يوم خلع الملك) وبموقف الملك (موقفه المشروع إزاء هذه الأحداث) حيث أنه الحريص على هذا الوضع في بلاده، حتى لا يضطرب بسبب أي فرد من رعاياه.

إن الموقف انقلب رأساً على عقب، في مقتطف لوموند حيث أن الحريص على


(١) كلمة ((شاهد)) تفيد أيضاً معنى اعترف.

<<  <   >  >>