للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قد رأت في باكستان أرض النجاة الموعودة، كما رأت فيها الملايين من الهندوك أرض الحقد والعدوان ...

ولكن قد تكون للأقدار كرة ... وإذا بالشعوب التي انخدعت ((بمحررين)) مأجورين، والتي خدرتها شعارات مخدرة، ونومتها كلمات جوفاء لا يرى فيها سمة الاستعمار إلا ذلك الفاحص المتدرب، وإذا بهذه الشعوب ترجع إلى رشدها.

فالانتخابات التي جرت أخيراً بالبنغال دلت على أن الجماهير الإِسلامية بتلك المقاطعة لم تبق في خبل التخدير، ولا تحت سلطة ذلك المكر الذي يخفي حقيقته وراء تذهيب غلاف وضع على وجهه عنوان ((دستور قرآني)).

وليست هذه المرة الأولى التي يرفع فيها القرآن كي يخدع به المسلمون، إن معاوية استخدم هذه الخديعة في خصومته مع علي، عندما رفع أصحابه القرآن الكريم على الرماح، وهم يقولون في وجه أشياع علي: هذا حكم بيننا وبينكم.

ولم ينخدع علي حين قال: ((كلمة حق يراد بها باطل)) غير أن جمهور المسلمين انخدع فعلا حينئذ، كي يسير التاريخ في الاتجاه الذي قدرته الأقدار.

ولكن بعد ثلاثة عشر قرنا، نرى النزعة التي تمثل علياً تنتصر على النزعة الجاهلية، تمثلها الحركة الاصلاحية في الجزائر.

إن للأقدار كرة ... وما انتخابات البنغال إلا إرهاص ندرك معناه في الصورة الرمزية التي نراها في العدد الأخير من مجلة ((إفريقيا والشرق)) حيث نرى صورة مسلم وهندوكي يتعانقان ...

***

<<  <   >  >>