للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تفتح له باكستان أبوابها هذه السنة ليقيم فيها حفلة عيده البلاتيني.

آه! ... إن للجلاوي (١) مستقبلا باهراً ... ما دامت الشعوب الإسلامية تعطي ظواهر الأشياء قدراً أكبر من حقيقتها. لأن باكستان، في حقيقة الأشياء، لم تكن إلا الوسيلة التي أعدتها السياسة المعادية للإسلام التي تمتاز بها، بصورة تقليدية، أوساط المحافظين الانجليز، أعدتها من أجل إحداث الانشقاقات المناسبة في جبهة كفاح الشعوب ضد الاضطهاد الاستعماري.

وليس من مجرد الصدفة أن الجبهة العربية الآسيوية التي أسسها نهرو مع بعض قادة الجامعة العربية قد انشقت بكراتشي، العاصمة التي تحلق في سمائها فكرة جناح، كما سوف تنشق، إن لم تنشق بعد، ببغداد (٢) العاصمة التي تحلق في جوها فكرة لورانس.

وما النزعة ((الباكستانية)) في التخطيط الاستعماري الخاص بجنوب شرق آسيا إلا الشيء الذي يقابل في نفس التخطيط النزعة الهاشمية في الشرق المتوسط.

قد نتساءل: لماذا استطاع الملايين من الباكستانيين أن يركنوا، إلى وضع كهذا؟.

إنه مكر يبلغ ذروته، إذ استطاعت انجلترا بهذه الطريقة أن تترك الهند في حالة تمزق نهائي، إذ لا يفرق بين المسلمين والهندوك حدود جغرافية لا تستطيع انجلترا تلفيقها مهما كانت براعتها في التلفيق، ولكن يفرق بينهم حدود من الأحقاد ومن الدماء، ذهب ضحيتها الملايين من المسلمين ومن الهندوك، كانوا ضحية المذبحة التي زجتهم فيها المخابرات الانجليزية في الوقت المناسب.

ولقد رأت هذه الملايين من المسلمين، بمقتضى وازع المحافظة على الحياة،


(١) الجلاوي هو العميل الذي اتفق مع الاستعمار الفرنسي لخلع الملك محمد الخامس.
(٢) تحقق هذا التنبؤ في وقته.

<<  <   >  >>